روسيا تعلن تعليق "اتفاقية الحبوب".. وواشنطن تعتبر القرار عملاً "وحشياً"

روسيا تعلن تعليق "اتفاقية الحبوب".. وواشنطن تعتبر القرار عملاً "وحشياً"

أكد الكرملين، الاثنين، أن الاتفاق حول تصدير الحبوب الأوكرانية الذي تنتهي صلاحيته منتصف الليل (الساعة 21:00 ت غ) "انتهى عمليا"، مؤكدا أن روسيا مستعدة للعودة إليه "فورا" عندما تلبى شروطها.

وأوضح الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف: "اتفاق البحر الأسود انتهى عمليا، الاثنين، مضيفا: "ما إن يلبى الجزء المتعلق بروسيا (في الاتفاق) ستعود روسيا فورا إلى الاتفاق حول الحبوب"، وفق فرانس برس.

والسبت، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الهدف الرئيسي من اتفاق الحبوب الأوكرانية الساري حتى 17 يوليو، لم يتحقق، وذلك في اتصال هاتفي مع نظيره في جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا.

وذكر الكرملين أن "فلاديمير بوتين أشار إلى أن التعهدات المنصوص عليها في مذكرة التفاهم بين روسيا والأمم المتحدة حول إزالة العقبات أمام تصدير المنتجات الغذائية والأسمدة الروسية لم يتم الوفاء بها بعد".

الهدف الأساسي لم يتحقق

وأضافت الرئاسة الروسية في بيان أصدرته حول هذه المحادثة الهاتفية: "أن الهدف الرئيسي للاتفاق، تسليم الحبوب إلى البلدان المحتاجة، ولا سيما في القارة الإفريقية، لم يتحقق".

وفي رد فعل على القرار الروسي، أدانت باريس، الاثنين، قرار روسيا الانسحاب من اتفاق الحبوب الأوكرانية، مطالبة موسكو بـ"وقف ابتزازها للأمن الغذائي العالمي".

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية في بيان: "روسيا وحدها مسؤولة عن عرقلة الملاحة في هذا المجال البحري وتفرض حصارا غير قانوني على الموانئ الأوكرانية"، مطالبة روسيا بـ"التراجع عن قرارها".

وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية آن كلير لوجاندر أن فرنسا ستواصل "مع شركائها تكثيف الإجراءات للحد من مخاطر انعدام الأمن الغذائي التي تؤثر على السكان الأكثر ضعفا في جميع أنحاء العالم".

وأضافت أن الاتحاد الأوروبي نجح في شحن 38 مليون طن من الحبوب خارج أوكرانيا منذ مارس 2022.

الملايين سيدفعون الثمن

رأى الأمين العام للأمم المتحدة، الاثنين، أن مئات الملايين في العالم "سيدفعون ثمن" قرار روسيا الانسحاب من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية.

وصرح أنطونيو غوتيريش للصحفيين: "آسف بشدة لقرار روسيا الاتحادية إنهاء تطبيق مبادرة البحر الأسود، بما يشمل سحب الضمانات الأمنية الروسية للملاحة في شمال غرب البحر الأسود".

وأضاف أن المشاركة في هذا الاتفاق "هي خيار، لكن الناس الذين يواجهون صعوبات في كل مكان والدول النامية لا خيار لديهم".

وشدد على أن "مئات ملايين الأشخاص يواجهون الجوع، (فيما) المستهلكون يواجهون أزمة عالمية لكلفة الحياة.. سيدفعون الثمن"، معتبرا أن القرار الروسي "يشكل ضربة لمن هم في حاجة في كل أنحاء العالم".

من جهتها، نددت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس- غرينفيلد بما اعتبرته "عملا وحشيا جديدا" من جانب موسكو.

وشدد غوتيريش على أن القرار الروسي "لن يمنع جهودنا لتسهيل وصول الأسواق العالمية من دون عوائق إلى المنتجات الزراعية والحبوب من أوكرانيا وروسيا في الوقت نفسه".

وأكد أن الأمن الغذائي واستقرار أسعار الغذاء سيظلان "في صلب جهودي، مع أخذ ازدياد المعاناة الإنسانية في الاعتبار، (وهي) نتيجة مؤكدة لقرار اليوم"، لافتا إلى أنه يريد العثور "على سبل في اتجاه حلول".

خيبة أمل

في السياق، أعرب غوتيريش عن خيبة أمله لـ"تجاهل" الرسالة التي وجهها الأسبوع الفائت إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في محاولة للتوصل إلى اتفاق.

وعرضت الرسالة التي لم يكشف مضمونها إلى الآن، إعادة ربط أحد الفروع لأكبر مصرف زراعي روسي حالت العقوبات بدون ممارسته أنشطته، بنظام سويفت المصرفي العالمي، وذلك بعد اتفاق في هذا الصدد مع المفوضية الأوروبية،  حسب ما أوضح غوتيريش، الاثنين.

وفي وقت أكدت روسيا عدم التزام الشروط التي طرحتها لاستمرار مفاعيل اتفاق الحبوب، وخصوصا الجانب المتصل بصادراتها من الأسمدة والحبوب، أكدت الرسالة أيضا "إحراز تقدم" على هذا الصعيد.

وكتب الأمين العام في رسالته أنه منذ عام، "بلغت تجارة الحبوب الروسية مستوى عاليا من الصادرات، وتشهد أسواق الحبوب استقرارا بفضل الاستئناف شبه الكامل للصادرات الروسية".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية